بيق
الليلة الماضية... الأعمال التي أجلتُها ما زالت كما لو أنها نائمةٌ هي الأخرى، تنتظرُ صحوتي لتصحو بشهقةٍ فوضويةٍ.
الوقت الذي أمضيهِ في النومِ، هل هذا الوقت ضائعٌ حقاً؟ هل هناك شيءٌ يحدثُ للوقت أثناء نومي؟
مستلقيةً... كما الطيور حول رأسي تطوف تلك الأسئلة، ولا أدرِي كيف أو متى أغمضتُ عينيَّ... فرأيتُني في عالمٍ آخر، عالمٌ يعرفني.
رأيتُني أتحدثُ إلى أشخاصٍ لا أعرِفهم، وربما أعرفُ بعضهم. أزورُ أمكنةً لم أرها من قبل، وأخوضُ مغامراتٍ مثيرةً وصراعاتٍ كثيرةً. ورأيتُ بيتاً جميلاً لي، وزِينةً وأموالاً أهتمُّ بها وأحافظ على ممتلكاتي... رأيتُني في حياةٍ فيها الكثيرُ من التشابهِ مع حياتي قبل النوم.
وانتبهتُ أنني أستيقظ مُرهقةً، أشعرُ كما لو أنني أمضيتُ ساعات النوم كلها في العمل. وأحياناً أستيقظ نشيطةً مُبتهجةً، كما لو أنني نجحتُ في إنجاز مهام مستحيلةٍ.
في فجر تلك الليلة، حين استيقظتُ، شعرتُ بالارتياح وأنا أكتشفُ أن الوقت الذي نُمضيهِ في النومِ ليس وقتاً ضائعاً، إنما هو وقتٌ لزيارة عوالم.. فيها لنا مهام وأعمالٌ نؤديها بكل حرصٍ ومسؤوليةٍ. أدركتُ بأننا مُنقسمون على حياتين، وعليهما ينقسمُ







