على الرغم من الحصار الإجرامي المتزايد الصرامة المفروض على كوبا، والمستمر منذ أكثر من ثلاثة عقود، نجح الباحثون الكوبيون في إنتاج أدوية جديدة، مثل لقاحات ضد مرض الزهايمر وسرطان الرئة.
بفضل التعليم والاستثمارات في قطاع الصحة ومنذ بداية الثورة، يوجد الآن باحثون ملتزمون وذوو كفاءة عالية، في قطاعي التكنولوجيا الحيوية والأدوية، واللذين يُطلق عليهما معًا اسم BioCubaFarma ويَضُمان 34 مؤسسة و200 مهندس وباحث.
مؤسسات البحث والتطوير التابعة لشركة BioCubaFarma:
المركز الكوبي لعلم الأعصاب(CNEURO) الذي يُركز على الحالات العصبية، ومركز المناعة الجزيئية(CIM) الذي يُركز على الأمراض الناجمة عن مشاكل مناعية، لا تتنافس مع بعضها البعض، بل على العكس، تتعاون بشكل وثيق في أبحاثها، كما رأينا في لقاحات كوفيد-19، حيث طورت كوبا خمسة لقاحات مختلفة، والآن لقاحاً ضد مرض الزهايمر.
الإنسان قبل الربح
نظراً لتسارع شيخوخة السكان في كوبا، فقد أُعطيت الأولوية لأبحاث أمراض الدماغ (الخرف)، حيث يُعد مرض الزهايمر أكثر أشكال الخرف شيوعاً. يُعد إنتاج الأدوية الجديدة عملية طويلة ومُكلفة، تبدأ بالبحث، ثم تطوير الدواء المرشح، والتجارب السريرية لتحديد سلامته وفعاليته، وأخيراً من خلال ثلاث مراحل من الاختبار على البشر قبل بدء الإنتاج.
تواجه كوبا بطبيعة الحال تحديات كبيرة في هذه العملية برمتها بسبب الحصار، لكنها مع ذلك حققت النتيجة التي أولتها الأولوية كمجتمع اشتراكي. وينطبق الأمر نفسه إلى حد كبير على لقاح سرطان الرئة CIMAvax-EGF
فبعد 15 عاماً من الأبحاث، أصبح من الممكن الآن إيقاف نمو الخلايا السرطانية ومنح الخلايا الطبيعية فرصة التكيّف والحِفاظ على وظائفها الطبيعية. بفضل هذا اللقاح، طال أمد الحياة المتوقعة للعديد من مرضى السرطان في مراحله المتقدمة.
كسر الحصار
ن المُفارقات، عند النظر إلى الحصار، أن معهد روزويل بارك للسرطان في الولايات المتحدة الأمريكية يستخدم الآن اللقاح الكوبي في العديد من التجارب السريرية للوقاية من السرطان لدى المدخنين النشطين، لأن المعهد لديه تصريح فريد لاستخدام هذا المُنتج من كوبا.
يمكن لمرضى سرطان الرئة الآخرين تلقي العلاج بالسفر إلى دولة ثالثة للحصول على اللقاح من المركز الصحي الدولي في مدينة لاهاي، ولكن بالكاد يستطيع الجميع تَحمُّل تكلفته.
لا يَسَعنا إلا أن نُشجِع النظام الصحي الدنماركي على استخدام اللقاحات والأدوية المتوفرة في كوبا. سيُظهر ذلك حين تتخذ الدنمارك إجراءً عندما تُصوِت في الأمم المتحدة لرفع الحصار الإجرامي المفروض على كوبا.
جريدة الشيوعي الدنماركية في عددها الأخير الصادر في بداية شهر أيلول
* إنجي هوغ هي عضو الهيئة الإدارية لجمعية الصداقة الدنماركية الكوبية