
في ظل التحولات الجذرية التي يشهدها العالم الأكاديمي، ومع انسحاب جامعات مرموقة مثل السوربون، زيورخ، أوتريخت، جون هوبكنز، كولومبيا، الجامعة الأمريكية في بيروت، وعدد من الجامعات الأردنية والصينية من تصنيفات "التايمز" (THE)، بات من الضروري أن تعيد الجامعات العراقية النظر في مشاركتها بهذه التصنيفات التي أثبتت محدوديتها وافتقارها للعدالة والشفافية.
لماذا يجب الانسحاب الآن؟
- التصنيفات لا تمثل العالم الأكاديمي كله: تصنيف THE يضم فقط نحو 2000 جامعة من أصل أكثر من 26,000 جامعة حول العالم، أي أقل من 8%. هذا يعني أن أكثر من 24,000 جامعة غير مصنفة لأنها غير مشتركة، ولا تعير هذه التصنيفات أي اعتبار.
- الجامعات العراقية تُدرج في مؤخرة التصنيفات رغم إنفاقها الكبير، بسبب التحيز الثقافي والجغرافي، واحتكار المواقع المتقدمة لجامعات غربية أو تلك التي تدفع مبالغ طائلة.
- نسبة المشاركة تكشف الخلل: في أحد التصنيفات، شاركت 46 جامعة أمريكية فقط من أصل 3982 (1.2%)، بينما شاركت 71 جامعة عراقية من أصل 110 (64.5%)، ما يعكس اندفاعاً غير مدروس نحو تصنيفات لا تعني شيئاً في جوهرها.
- التصنيفات فشلت في تحديد "أفضل" الجامعات: لأنها تتجاهل الوظيفة الأهم للجامعات وهي تعليم الطلاب، كما أكد تقرير مركز أبحاث التعليم العالي البريطاني.
- الجامعات المنسحبة تقود ثورة فكرية: رفضاً لهيمنة الأنظمة التجارية المغلقة، وإعادة الاعتبار للجامعة كمؤسسة معرفية لا تسويقية.
التصنيفات: مغشوشة، معيبة، غير موثوقة
- وصفها خبراء بأنها "غير موثوقة"، "معيبة منهجياً"، بل "مغشوشة".
- من "غير الحكمة وغير المرغوب فيه إعطاء جداول التصنيفات أهمية كبيرة".
- المشاركة فيها تعني القبول بالتزوير والتزييف الذي ارتبط بها لأكثر من عقدين.
دعوة صريحة للتحرر
أدعو الجامعات العراقية، باسم العلم والكرامة، إلى التهيئة الفورية للانسحاب من هذه التصنيفات. لا تساهموا في شرعنة أنظمة تقييم مشوهة، ولا تسمحوا باستمرار التمييز ضد مؤسساتكم. تحلوا بالشجاعة الأكاديمية، وكونوا جزءاً من حركة عالمية تعيد تعريف الجودة والتميز بعيداً عن الأرقام التجارية.
نصيحة من عالم وخبير تربوي يعلم ما هو خير للجامعات العراقية وللتعليم العالي: لا تهملوا هذا النداء، فهو دعوة للكرامة، للعلم الحر، وللتحرر من التزييف.







