
1ـ ان القوى المدنية الديمقراطية حالها حال معظم الشعب العراقي، حيث ليس لها حول ولا قوة في صناعة ماكنة الانتخابات. التي مجيّرة كاملاً باسم القوى المتنفذة بمعنى ان تشكيل مفوضية الانتخابات قد تم من خلال أعضاء الأحزاب الحاكمة قطعاً، اذ تبينت ميولها غير المستقلة من خلال اجراءاتها لاستبعاد مرشحين عن العملية الانتخابية، التي تركزت على الاوساط السياسية من خارج السلطة، وجرى تمويهها كذر للرماد في العيون، وذلك باضافة البعض المبُعد من الكتل الحاكمة، ممن احترقت اوراقه وغدا عطابها يزكم الانوف يعني " عصفورين بحجر واحد ". لذا يمكن ادراجها في مربع الاسباب الفاعلة التي تحسب لحد الان نصف مرئية.. الى هنا لا نلجأ الى تسميتها انما المكتوب باين من عنوانه، كما يقول المثل الشعبي. الذي يسمح بالتكهن عن وجود جهود محمومة مؤثرة سلباً على حظوظ القوى المدنية الديمقراطية، التي تجسدت بالنتائج الانتخابية الملتبسة غير المعقولة التي حصلت عليها هذه الاوساط المدنية.
2 ـ لا نذهب بعيداً بل يجب ان نبحث في مقترباتنا لكي نصيب في تشخيصاتنا، لأسباب الانحسار الذي حظيت به القوى المدنية الديمقراطية انتخابياً. فمن الامر الطبيعي ان تحصل هذه الكتل المدنية على اصواتها الانتخابية من صميم الاوساط الشعبية بالغالب.. فكيف الامر عندما تكون مدنها مقفلة بسبب مقاطعة التيار الصدري.. مثل مدينتي الثورة والشعلة واماكن اخرى وغيرها التي هي مربض للصدريين في بغداد على وجه التعيين، والتي يصعب على الاخرين كسر المقاطعة فيها كمجاملة او تجنباً للاثارة او للاختلاف مع الممتنعين، ولنا شاهد على ذلك في الذي حصل عليه مرشحو الحزب الشيوعي العراقي في هذه المناطق الشعبية الفقيرة في بغداد على معدلات مناسبة من الاصوات توصلهم الى البرلمان في دورات سابقة.. جرى ذلك عندما فاز سكرتير الحزب الشيوعي العراقي السابق الرفيق " حميد مجيد موسى "، وكذلك حصل الرفيق سكرتير الحزب الحالي " رائد فهمي " في انتخابات اخرى على 21 الف صوت في بغداد. وقبله حصل الرفيق " جاسم الحلفي " عضو المكتب السياسي على 17 الف صوت ونصف في بغداد ايضاً. ولكن لم يسمح له قانون المتسلطين الانتخابي بنيله عضوية البرلمان، في حين حصل عليها في ذات الوقت احد اعضاء الاحزاب المتنفذة بثلاثة الاف صوت فقط. هذه عدالة الفساد والفشل والوعودالمخادعة.
3 ـ ليس من المنطقي ان تعدم الخشية من التصويت الخاص بالطريقة التي يكتنفها الغموض. فلا احد من القوى المدنية يستطيع ان يتوقع حصوله على اصوات من القوات المسلحة، فهي حصراً تذهب اصواتها لاحزاب السلطة بمن فيها الاجنحة العسكرية التابعة لها.. وهي تعد بمئات الالاف في عموم البلاد. ومن المعلومات المتوافرة بان الناس الذين يتقاضون رواتب المعونة الاجتماعية يُحذرون، من ان سيف قطع المعونة عنهم سيسلط شغالاً على رقابهم، اذا ما عرف بانهم لا يصوتون لارباب ( نعمتهم ) رغم شحتها وهم يعدون بالملاين من العوائل المتعففة.. وهنالك 100 ألف من نزلاء السجون لم يسمح لهم المشاركة في الانتخابات وكذلك ملايين المغتربين لم تعطى لهم امكانية المشاركة ايضاً ان ومعلوماتنا بهذا الصدد جاءت لنا عبر المعارف والاقارب مباشرة لاننا نعيش بين ظهرانينهم .
4 ـ تدخل الاسباب التي ذكرناها اعلاه في محيط الاسباب الموضوعية الى حد ما غير ان ثمة اسباب ذاتية مرئية وغير مرئية ايضاً، وهنا لسنا بصدد تناولها، لاننا في حالة غير مرضية مما تمنعنا موضوعياً عن التعرض لها، لكون الخوض فيها يصبح بمثابة جلد لاسع للذات، الامر الذي يبعدنا عن تحشيد القدرة على التماسك والنهوض، بل يكون فعله دافعاً الى الاحباط والتبعثر والاستسلام " للقدر" ..غير انه في ذات الوقت ينبغي ان نكون على قدر عال من الصراحة مع انفسنا بغية نفض ركام عدم النجاح، وذلك باعتماد التروي والتريث عند الذهاب نحو اعادة بناء الذات وحشد حواشيها عبر مواصلة الخطى الرصينة الثابتة . وبما اننا نتحدث عن الذات لا يعني باي حال من الاحوال التمسك بالذاتيات الانانية اللعينة التي ساهمت بعدم النجاح الا اننا نشيد بكل الجهود المضنية التي بذلت ولم يحالفها النصر المطلوب.. الذي يبقى يلوّح لنا ابداً نحن القوى المدنية الديمقراطية صاحبة الغد البهيج والعدالة الاجتماعية للجميع..







