فاجأت أساتذتي وخرجت عن السرب ولم أنفذ أي لوحة أكاديمية وتمردت على الفن التقليدي
*هناك شروط للعرض في" الرويال أكاديمي" وكوني عربيا ومسلما تسعين بالمئة الرفض هو مصيري
افتتح في قاعة باهفان في ويست كينسكتن لندن في 5-9-2025
معرض الفنان علاء سريح "عوالم بصرية" ضم المعرض أكثر من عشرين لوحة ومجموعة من الدفاتر الفنية.
الفنان من مواليد البصرة 1956وتخرج من أكاديمية الفنون الجميلة في بغداد عام 1989 وعمل كمصمم مسرحي في المسرح الوطني ببغداد وهو عضو اتحاد الفنانين العراقيين وغيرها من الجمعيات الفنية في العراق يعيش ويعمل حاليا في لندن. شارك الفنان في العديد من المعارض الفنية المحلية والعربية والعالمية. ونسأل الفنان عن بداياته وكيف تشكلت الذائقة الفنية لديه وأثر مدينة البصرة على تشكيل مساره الإبداعي
في البداية كانت البصرة، النهر وألوان الأرض والخضرة الصارخة والقوية ، النخيل وفساتين الفلاحات المزدانة بالزهور، الألوان السائدة في الأبنية والشوارع ،هذا الخزين انحفر في ذاكرتي، ثم انتقلت إلى بغداد للدراسة في الأكاديمية ، سحرتني هذه المدينة بأشجارها وشوارعها وباب المعظم ، الوزيرية ،المعارض الفنية ،السينما والمسرح ،هذه كلها زادتني ثقافة وأغنت مخزون الأفكار في رأسي ناهيك عن احتكاكي بالفنانين الرواد اذ تتلمذت على يد فائق حسن ، وليد اسماعيل الشيخلي، صالح القرغلي غازي السعودي وهم فطاحل الفن التشيكلي في العراق.
ابتعدت كل البعد عن الوجوه والتجسيد الواقعي للأشياء فلوحاتي خطوط وأشكال متداخلة تثير مشاعر قوية لدى المتلقي ويربطها بالواقع المشحون من حولنا.
في الكلية وتحديدا في الصف الثالث والرابع شطحت وتمردت على اللوحة التقليدية مغادرا اللوحة الأكاديمية، الطلاب كانو يرسمون الطبيعة والوجوه بينما أنا لم انفذ أي لوحة أكاديمية وأساتذتي تفاجأوا ومنهم أساتذي أحمد ماهود أبو الواقعية ولكنه لم يعترض لخروجي عن السرب وفرح وحتى أنه خط معي على إحدى لوحاتي بلون التركواز.
- لوحاتك عبارة عن مهرجان من الألوان أحيانا ناعمة متفائلة ولكن في الغالب قوية وصارخة ماهي المواد التي استخدمتها في لوحاتك؟
لقد تمردت على ألوان الزيت واستخدمت مواد من محيطي في المنزل مثل الحنة وأكياس الشاي، الغراء والجل والرمل القهوة والكركم وحتى صبغ الأحذية.
هناك هوة وصعوبة في التواصل ما بين الفنان التجريدي والمتلقي وقسم من الجمهور يجد صعوبة في فهم الأعمال الفنية الحديثة فما قولك؟
لنفرض أنني غير موجود للجواب على أسئلة المتلقي، هو ليس تقصيرا مني بل المفروض من المتلقي أن يساعد نفسه في شرح اللوحة لنفسه، لا أستطيع أن أشرح، ليس عندي جواب جاهز، نعم أحاول إعطاء مفاتيح وعلى المشاهد مشاركتي في الرأي وإذا لم يفهمها على الأقل يتذوقها وربما ذلك مفتاح الدخول للعمل الفني وكل متلقي يشاهدها بمنظاره.
- تقيم الآن في لندن حدثنا عن أول معرض لك هنا؟
وصلت لندن بحقيبة صغيرة خلت من الألوان وعدة الرسم ناهيك عن الوضع المادي الصعب حينها. قرب مسكني هناك بقالية جمعت ما توفر من كراتين مرمية فارغة ومن مواد مختلفة مثل القهوة والسكر وجبس البناء صنعت عجينة وشكلت أربعين لوحة أي معرض متكامل أقمته في الكوفة كاليري.
- زرت العديد من المدن ماهو تأثير هذه المدن على علاء الفنان؟
عمان، اليمن، الشام، المانيا والبرتغال وغيرها من المدن، صور كثيرة تراكمت في مخزون الذاكرة، وفي إيطاليا وفرنسا كانت لي فرصة كبيرة أن ألتقي بفنانين عالميين في مختلف المجالات الفنية استفدت منهم كثيرا وشاهدت انطباع الآخرين على أعمالي، كنت أقلق أحيانا من العمل لذا أعمل بتكنيك عالي.
- الفنانون التشكيليون يواجهون في الوقت الحاضر إشكالية العرض والتسويق وأنت موجود في العاصمة لندن وهي مدينة تنتشر فيها المراكز الفنية العريقة والتي تعنى بالفن التشكيلي هل لديك تواصل مع هذه الصروح؟
حاولت كثيرا مع أغلب هذه المراكز ولدي لوحات في "ساجي أند ساجي كاليري" وتواصلت مع صرح ثقافي مهم هو "الرويال أكاديمي "وفوجئت عند حصولي على استمارة المشاركة في أحد المعارض الكبيرة أن هناك من يسألني عن ديانتي وبما أني عربي ومسلم فالرفض هو مصيري تسعين بالمئة. هناك اعتبارات للعرض في مثل هذه المراكز وتتحكم فيها العلاقات وهذه أمور تحبط الفنان ولكني ما زلت أرسم واطور اللوحة. بطبعي فنان منتج اشتغلت مؤخرا سلسله دفاتر فنية وهي عبارة عن مجموعة لوحات في دفتر واحد سمها قصائد وحكايا بطريقة رمزية تجريدية. وهناك قريبا مشاركات مستقبلية في بلدان عربية وعالمية.